عدد ركعات التراويح والتهجد

عدد ركعات صلاة التراويح والتهجد

تعد صلاة التراويح والتهجد من السنن المشهورة التي يؤديها المسلمون في ليالي شهر رمضان، وهي من العبادات التي تحظى بأهمية كبيرة في حياة المسلم. إن فهم تفاصيل عدد ركعات هاتين الصلاتين يعتبر أمراً ضرورياً للكثير من المسلمين الذين يرغبون في التقرب إلى الله في هذه الأيام الفضيلة. يتساءل الكثيرون عن عدد الركعات المقررة لكل من صلاة التراويح وصلاة التهجد، وعن الفروق بينهما من حيث الكيفية والعدد.

أولاً: صلاة التراويح

صلاة التراويح هي الصلاة التي يؤديها المسلمون في شهر رمضان بعد صلاة العشاء، وتعتبر سنة مؤكدة. تصلى هذه الصلاة جماعة في المساجد في أغلب الأحيان، وقد اعتاد المسلمون على أدائها بشكل جماعي في مساجدهم طوال الشهر المبارك. تختلف آراء العلماء حول عدد ركعات صلاة التراويح، وقد وردت عدة آراء في هذا الموضوع بناءً على ما ذكره السلف الصالح من الصحابة والتابعين.

عدد ركعات صلاة التراويح

يتفق معظم العلماء على أن صلاة التراويح تتراوح عدد ركعاتها بين 8 و20 ركعة. وهذا التفصيل يمكن أن يكون محيراً للبعض، لذلك سنعرض الآراء المختلفة التي تناولت هذه المسألة:

1. الرأي الأكثر شيوعاً (20 ركعة):
   
   من أبرز الآراء المتبعة في أغلب بلاد المسلمين هو أن صلاة التراويح تكون 20 ركعة. هذا الرأي هو الذي أيده الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل. وقد ثبت عن الخليفة الأموي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جمع الناس في المسجد في شهر رمضان على إمام واحد ليصلي بهم 20 ركعة، وكان يقرأ القرآن كاملاً في هذه الركعات.

2. 8 ركعات (مذهب الإمام أبي حنيفة):
   
   أما في المذهب الحنفي، فإن صلاة التراويح تكون 8 ركعات. فقد كان بعض العلماء يرون أن الأفضل أن يصلي المسلم 8 ركعات من دون إفراط في العدد، إذ أن الهدف من صلاة التراويح هو إقامة الليل والتهجد في رمضان لا الإطالة المفرطة. وقد ثبت عن بعض الصحابة مثل ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يرى جواز الاقتصار على 8 ركعات.

3. آراء أخرى:
   
   هناك أيضاً آراء تشير إلى إمكانية أداء عدد أقل من 8 ركعات، وفي بعض الأحيان كان بعض الصحابة أو التابعين يقيمون الصلاة بأعداد متفاوتة حسب القدرة والظروف، ولكن هذا العدد لم يكن شائعاً أو مقبولاً في المجتمعات الإسلامية الكبرى.

الكيفية والزمان لصلاة التراويح

تُصلى التراويح عادة بعد صلاة العشاء، وهي ركعات نافلة تصلى جماعة أو فرادى، حيث يفضل البعض أداءها جماعة في المسجد خاصة في ليالي رمضان المباركة. تفضل القراءة الطويلة في التراويح، حيث يطيل الإمام القراءة في الركعات، مما يتيح للمصلين فرصة للتدبر والخشوع. ولا يتعين على المصلين إتمام التراويح في المسجد، بل يمكن أداؤها في المنازل في حال تعذر عليهم الذهاب إلى المسجد.

عدد ركعات صلاة التراويح في الوقت الحاضر

في أغلب المساجد الحديثة حول العالم، يتم إقامة صلاة التراويح بمقدار 20 ركعة، حيث يفضل العديد من الأئمة إتمامها في وقت معقول مع مراعاة ظروف المصلين. في بعض البلدان، يمكن أن تكون التراويح 8 ركعات، ويتبع هذا في الغالب في المناطق التي تلتزم بآراء المذهب الحنفي.

ثانياً: صلاة التهجد

صلاة التهجد هي من أعظم أنواع الصلاة في الليل، وتتميز بأنها تؤدى في آخر الليل بعد أن ينام الإنسان ثم يستيقظ لأدائها. على الرغم من أن صلاة التراويح قد يقتصر أداؤها على شهر رمضان فقط، إلا أن صلاة التهجد هي سنة مؤكدة يمكن للمسلم أن يؤديها في أي وقت من السنة. ومن خلال هذه الصلاة، يتقرب المسلمون إلى الله تعالى بالعبادة في أوقات الليل الهادئة والمباركة.

عدد ركعات صلاة التهجد

تعتبر صلاة التهجد في الغالب صلاة تطوعية، لا يتحدد لها عدد معين من الركعات، حيث يمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات حسب قدرته ووقته. وعلى الرغم من ذلك، فإن أفضل عدد من الركعات الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو 11 ركعة أو 13 ركعة، وقد ثبت في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قولها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان وغيره 11 ركعة”. يشمل ذلك الوتر في الأخير.

في صلاة التهجد، لا يوجد تحديد للعدد، فيمكن للمسلم أن يصلي ما شاء من الركعات، ولكن الأفضل أن تكون الصلاة مع الوتر في النهاية، ويجوز أن يصلي المسلم ركعتين ركعتين، أو أن يصلي أربع ركعات معاً ثم ركعتين ثم ركعتين وهكذا، وذلك حسب قدرته أو كما يشاء. وهنالك من العلماء من يقول إنه من الأفضل الإطالة في القراءة في صلاة التهجد لزيادة الخشوع.

الكيفية والزمان لصلاة التهجد

يبدأ وقت صلاة التهجد بعد أن ينام الإنسان في الليل، ثم يستيقظ في آخر الليل، وهذا الوقت من أفضله وقت السحر، حيث يتقرب المسلم إلى ربه في تلك اللحظات المباركة. من المستحب أن يرفع المسلم يديه في الدعاء أثناء أدائه لصلاة التهجد، فقد ورد في الحديث الشريف أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فيقول: “من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟”.

وفيما يخص الكيفية، يمكن أن يصلي المسلم صلاة التهجد منفرداً، وقد يصليها جماعة إذا أراد ذلك، لكن الأفضل أن تكون صلاة فردية، وذلك استناداً إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصلي صلاة التهجد منفرداً.

الفروق بين صلاة التراويح وصلاة التهجد

• الوقت:
  
  صلاة التراويح تؤدى بعد صلاة العشاء في رمضان، بينما يمكن أداء صلاة التهجد في أي وقت من العام، لكن من الأفضل أن تؤدى في آخر الليل.

• العدد:
  
  عادة ما تكون صلاة التراويح 8 أو 20 ركعة، بينما لا يوجد عدد محدد لصلاة التهجد، فيمكن أداء أي عدد من الركعات.

• الغرض:
  
  الغرض من صلاة التراويح هو إحياء ليالي رمضان بالعبادة والتقرب إلى الله، أما صلاة التهجد فهي أداة للتقرب إلى الله في أي وقت من السنة.

خاتمة

صلاة التراويح والتهجد هما من أعظم العبادات التي تقرب المسلم من ربه وتمنحه فرصة للتأمل والسكينة في الليالي المباركة. رغم اختلاف العدد بين الركعات في كل من صلاة التراويح وصلاة التهجد، فإن الأهم هو الإخلاص في العبادة وإقامة الصلاة على أكمل وجه.